كيفية استخدام السواك

كيفية استعمال السواك: الفوائد، الطريقة الصحيحة، وأهميته في العناية بصحة الفم

يُعدّ السواك من أقدم أدوات تنظيف الأسنان في تاريخ البشرية، حيث استخدمته العديد من الثقافات القديمة، وقد ورد ذكره في تعاليم الإسلام باعتباره من السنن النبوية التي حافظ عليها النبي محمد ﷺ لما له من فوائد صحية وطبية عظيمة. وتؤكد الأبحاث المعاصرة ما كان يعرفه الأقدمون بالفطرة والتجربة، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن السواك يحتوي على مركّبات فعالة تقاوم البكتيريا وتحافظ على صحة الفم والأسنان.

المقال التالي يستعرض بتفصيل علمي وعميق كيفية استخدام السواك بالشكل الأمثل، والعوامل التي تعزز من فعاليته، إلى جانب الفوائد الموثقة طبياً، والمقارنة بين السواك وفرشاة الأسنان التقليدية، دون إغفال الأبعاد الدينية والثقافية لاستخدامه.

أولًا: ما هو السواك؟

السواك هو عود طبيعي يُستخرج من جذور أو أغصان شجرة الأراك (الاسم العلمي: Salvadora persica)، وهي شجرة دائمة الخضرة تنتشر في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية، إفريقيا، الهند وباكستان. يتميز السواك بطعمه اللطيف، واحتوائه على مواد طبيعية فعالة في تنظيف الفم والأسنان، كما أنه يتمتع بخصائص مضادة للميكروبات ومطهرة.

ثانيًا: التركيبة الكيميائية للسواك

بحسب الدراسات التي نشرتها المجلة الدولية لطب الأسنان، فإن السواك يحتوي على:

هذه المركبات مجتمعة تجعل من السواك أداة فعالة في التنظيف والوقاية من أمراض الفم واللثة، وقد اعتمدته منظمة الصحة العالمية WHO كأداة بديلة لتنظيف الأسنان، شرط استخدامه بالطريقة الصحيحة.

ثالثًا: كيفية استخدام السواك بشكل صحيح

استعمال السواك بطريقة صحيحة هو مفتاح تحقيق أقصى فائدة منه، ولتطبيقه بفعالية يجب مراعاة ما يلي:

1. اختيار السواك الجيد

• يجب أن يكون السواك طازجاً، رطباً وليناً. السواك الجاف يفقد الكثير من خصائصه ولا ينظف الفم بكفاءة.

• يُفضل استخدام سواك الأراك تحديداً، لكونه غنيّاً بالمواد المطهرة والفعالة.

2. تحضير السواك للاستعمال

• يُقصّ جزء صغير (1-2 سم) من طرف السواك باستخدام سكين نظيفة.

• يُنقع الطرف المقطوع في ماء دافئ أو ماء ورد لبضع دقائق لتليينه.

• يُقشر الجزء الخارجي برفق حتى تظهر الألياف الدقيقة الشبيهة بالشعيرات.

3. طريقة التنظيف

• يُمسك السواك بزاوية مائلة، وتُستخدم الشعيرات لفرك الأسنان من الأعلى للأسفل وليس أفقياً، لتفادي تآكل اللثة.

• يجب أن يشمل التنظيف:

  • الأسطح الخارجية للأسنان

  • الأسطح الداخلية

  • السطح العلوي الطاحن

  • اللثة واللسان (برفق)

• يجب تغيير الطرف المستخدم كل 24-48 ساعة، لضمان النظافة والفعالية.

4. مدة الاستخدام

• يُستخدم السواك عدة مرات يومياً، وخصوصاً:

  • بعد الاستيقاظ من النوم

  • بعد الأكل

  • قبل النوم

  • قبل الصلاة (وفقًا للسنة النبوية)

رابعًا: الفوائد الصحية المؤكدة لاستخدام السواك

تم توثيق عدد كبير من الفوائد الصحية للسواك، يمكن تلخيصها فيما يلي:

1. تنظيف الأسنان وإزالة البلاك

السواك يزيل طبقة البلاك والبكتيريا المتراكمة على الأسنان، ويمنع تكون الجير، ما يساعد على الوقاية من التسوس والتهابات اللثة.

2. تحسين رائحة الفم

بفضل خصائصه المضادة للميكروبات، يُساهم السواك في القضاء على البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، كما يمنح الفم رائحة طبيعية منعشة.

3. تحفيز إفراز اللعاب

فعل المضغ والفرك بالسواك ينشّط الغدد اللعابية، ما يساعد على موازنة الحموضة في الفم ومنع جفافه.

4. تقوية اللثة

العفص الموجود في السواك يعمل على شدّ اللثة وتقليل النزف وتحفيز تجدد خلاياها، ما يعزز من صحتها.

5. تأثير مضاد للالتهابات

وجود الساليسين والكبريت يجعلان للسواك تأثيراً مسكناً ومضاداً للالتهاب، ما يقلل من آلام الأسنان واللثة ويقي من التقرحات.

6. تبييض الأسنان

احتواء السواك على مادة السيليكا يساعد في إزالة التصبغات الناتجة عن القهوة، الشاي، والتدخين.

خامسًا: الفرق بين السواك وفرشاة الأسنان

إذًا فالسواك ليس فقط بديلاً عن فرشاة الأسنان، بل يتفوق عليها من حيث الطابع الطبيعي والشامل لتنظيف الفم.

سادسًا: متى يُمنع أو يُحدّ من استخدام السواك؟

رغم فوائده العديدة، يجب مراعاة بعض الحالات التي قد تستدعي الحد من استخدام السواك:

• في حالة وجود جروح أو قرح فموية حديثة، يجب تجنب الفرك العنيف.

• في حال الإصابة بأمراض لثوية مزمنة، يُستحسن استشارة طبيب الأسنان قبل الاستخدام.

• يجب عدم مشاركة السواك مع أي شخص آخر، لتفادي نقل العدوى.

سابعًا: استخدام السواك من منظور طبي ديني

من أبرز ما يميز السواك هو توافقه بين الطب والدين، فقد شجع الإسلام على استخدامه لما فيه من طهارة ونظافة، ومن الأحاديث النبوية التي تؤكد أهميته:

“لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”

(رواه البخاري ومسلم)

وقد تناولت أبحاث حديثة العلاقة بين تعاليم الشريعة والعناية الصحية، لتؤكد أن السنن المرتبطة بالسواك تنسجم تماماً مع المبادئ الحديثة في وقاية الفم والأسنان.

ثامنًا: حفظ السواك والعناية به

لضمان فعالية السواك يجب اتباع الإرشادات التالية:

• حفظه في علبة نظيفة قابلة للتهوية.

• تجديد الطرف المستخدم بشكل دوري، وإعادة تقشير رأسه عند الحاجة.

• عدم تعريضه للحرارة أو الشمس المباشرة التي قد تفقده خصائصه.

• يمكن نقعه في ماء ورد طبيعي لإضفاء نكهة وزيادة في خصائصه المطهرة.

تاسعًا: إدراج السواك في الروتين اليومي للعناية بالفم

من أفضل ما يميز السواك أنه لا يتطلب وقتاً أو مكاناً مخصصاً لاستخدامه، ويمكن حمله في الجيب واستخدامه في أي وقت، مما يجعله خياراً عملياً للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على نظافة الفم طوال اليوم. يمكن استخدامه بجانب الفرشاة التقليدية، بحيث يُستخدم السواك خلال النهار والفرشاة ليلاً بعد الأكل.

عاشرًا: نظرة حديثة على استخدام السواك في مجال طب الأسنان

أجرت عدة جامعات أبحاثاً مخبرية وسريرية حول فعالية السواك، منها دراسة نُشرت في Journal of Periodontology أظهرت أن الاستخدام المنتظم للسواك قلل من تراكم البلاك والتهاب اللثة بنسبة تجاوزت 60% مقارنة بمن يستخدمون الفرشاة فقط.

كما تُوصي بعض مراكز طب الأسنان العالمية باستخدام السواك كمكمل للعناية بالفم، خصوصاً في البيئات التي يصعب فيها الوصول إلى فرشاة ومعجون الأسنان.

المراجع:

1. Al-Otaibi M, Al-Harthy M, Gustafsson A, Johansson A, Claesson R, Angmar-Månsson B. “Subgingival plaque microbiota in Saudi Arabians after use of miswak chewing stick and toothbrush.” Journal of Clinical Periodontology. 2004.

2. World Health Organization. “WHO monograph on selected medicinal plants – Volume 2.” Geneva: World Health Organization; 2002.